جديد الثقافة
الناشرة مي غصوب: دار الساقي
نُصدر ونُشجع كتباً لا نحبها!،
ضمن ما احتواه العدد الأول من مجلة بينبال انجليزية تعنى بالأدب العربي الحديث، اسستها مارجريت أوبانك بريطانية مهتمة بالثقافة والطباعة والنشر ومتزوجة
من الكاتب العراقي صموئيل شيمون ضمن ما احتواه هذا العدد الذي حفل بمواد متميزة لبعض أهم الكتاب والأدباء العرب، الناشرة مي غصوب تناقش المشاكل التي
اعترضت وتعترض دار الساقي، اول دار نشر ومكتبة عربية في لندن، مثل تشكل وصعوبة البداية، الرقابة في العالم العربي والنشر بالانجليزية,,
بداية حاولت تقديم دار الساقي كمرآة ثقافية بالرغم من كونهم ناشرين وباعة كتب إلا أنه لا يوجد لديهم أي موقف سياسي او أيدلوجي، ذلك ان الدور التي لها مثل
هذا الموقف متواجدة بكثرة في الوطن العربي ما أردنا ان نفعله هو ان نكون قادرين على التعبير عن كل الآراء,, اصدار أشياء نحبها او العكس لم يكن مهما
بالنسبة لنا,, منح القراء الاختيار ذلك ما كان حيويا بالنسبة لنا، ثم تحدثت عن لماذا لندن بالذات,, فتذكر انها كانت للتو قد غادرت لبنان عام 1978 بسبب
من الحرب اللبنانية آنذاك باتجاه اوروبا، باريس تحديدا وكانت مع صديق وزميل، اندري كاسبر، شريكها الآن في تأسيس دار الساقي، ثم ما لبثوا أن ذهبوا الى لندن
قصد الزيارة ليدركوا هناك مسألة وجود حياة عربية كبيرة في لندن لكن بالمقابل لا توجد ولا مكتبة عربية واحدة، من هنا كان التفكير في الاستقرار في لندن,
،****************
أصبحنا جزءاً من هنا
في ذلك التاريخ كانا صغيرين، تقول الناشرة مي: ولا يعرفان أي كانت هي في سنتها الأخيرة في الجامعة، وزميلها للتو قد تخرج محاميا، وكانا ينتظران العودة
الى لبنان، لكنهما كانا يريدان عمل شيء ما أثناء الانتظار,
الكتب والأدب ابقياهما هناك ايضا الحرب في لبنان كانت لا تزال مستمرة اعتقد اني كنت مثل الكثير من الناس، أنت أخيرا تبقى ليس فقط لأنك لا تستطيع العودة بل
لأنك اصبحت جزءا من هنا كانا الحقيقة لهذا العالم الجديد، حيث تعدد الثقافات، حيث بإمكانك ان تجد مكانك سواء كنت عربيا او أمريكيا او صينيا او من كنت,
بإمكانك ان تجد الحياة الحديثة كما انه بالامكان ان تجد أشياء غربية جدا، والكثير من الحياة الشرقية كل شيء يوجد في المدن، هكذا تستطرد، وأنت بإمكانك ان
تختار لتصبح جزءا منه لذلك حتى لو توقفت الحرب، نحن باقون ,
،*******************
لندن أكثر كزموبوليتانية
الأدب العربي يفتح في كل من القاهرة، بيروت وحتى باريس او كوبنهاجن، لكن بالنسبة لمي غصوب تظل لندن المكان الأنسب، حتى من نيويورك، لندن اصبحت اكثر
كزموبوليتانية خلال العشرين سنة الأخيرة، لندن مدينة مناسبة بالنسبة للناس الذين يهتمون بالأدب والأفكار, كانت بدايتهما صغيرة جدا ولم يدركا كم كانت
الحاجة لهم بعدما اغلقت بيروت في وجه العالم الخارجي,
لندن كانت مركز الصحافة وحرية الصحافة، الكثير من الصحف انتقلت الى لندن، الكثير من الناس يأتي في الصيف، مؤلفون، كتاب، لاجئون ايضا يتجهون الى لندن بدلا
من بيروت، ولأنهما لم يكونا بريطانيين ولأنهما ايضا لا يعرفان اي أحد، كانا فقط يأخذان دليل الهاتف ويبحثان عن عناوين لزبائن محتملين، كانا مضطرين لأن
ينتشرا أثناء ما كانا يتعلمان المهنة, ولدار الساقي أكثر من مائة عنوان باللغة الانجليزية والكثير باللغة العربية، كما ان هناك كتبا تصدر الآن بالانجليزية
عن العالم العربي، تاريخه، ثقافته، فن العمارة, في البداية تقول غصوب، اصدرت الساقي كتبا أدبية لكنها ادركت انه ما لم يكن هناك دعم مادي أكيد لن يكون من
السهل الحصول على قائمة أدبية كبيرة خاصة وان ذلك الجزء من العالم تقصد الجزء العربي لم يخلق بعد تأثيره على النطاق العالمي، في عالم الأدب، الأدب العربي
أكثر من جيد، لكن الى أي مدى هو أدب معترف به عالميا؟ تتساءل ثم تتطرق الى أدب امريكا اللاتينية الذي جرى الاعتراف به، في حين لا يزال أمام الأدب العربي
طريق طويل ليحصل على ذلك فمثلا عندما بدأت الساقي لم يكن نجيب محفوظ قد فاز بنوبل، كان ذلك صعبا بالنسبة لهم حتى بيع رواية من لبنان او المغرب، الآن اسهل
هي تقول شكرا لمحفوظ ولكل الجهود التي بذلها الكثير من الاشخاص,
من جهة اخرى هناك من يهتم بالجانب الاجتماعي، والانثربولوجي فقط في الأدب العربي، ذلك جعل الساقي حذرة في إصدار هذا النوع من الكتب الأدبية بالانجليزية،
التي من الممكن ان تجذب القراء، فقط لانها تحمل قضية اجتماعية مثلا، كان من الواضح تدافع الناس لشراء الرواية الأنثوية وقراءتها بمعزل عن قيمتها الأدبية،
لانها كانت موضوعا سهلا لادراك كم كانت النساء مضطهدات,
وبالنسبة للناشرة هذا ليس ما يعنيه الأدب، ان الخطر في زعمها، هو ان هناك روايات اصدرتها الساقي لروائيين جيدين لم تبع، لكن تلك التي تنطوي على سبب صارخ
بيعت بغض النظر عن اهليتها الأدبية,, المؤسف ان الرؤية عن العرب هي التي تحدد الاختيار، المواضيع كانت تخضع للصراع العربي الاسرائيلي او وضع المرأة
العربية او العنف، ولم يترك مكانا للأدب الحقيقي، وبسبب ذلك الساقي اوقفت سلسلتها الأدبية,, وعن الانتقاد الذي تتعرض له الساقي لاصدارها كتبا تجارية ترد
مي غصوب قائلة اذا أنت لم تفعل كيف بامكانك ان تعول الكتب الآخرى؟ ذلك انها ضد مسألة مساعدة الدولة للناشرين هذه المسألة التي يطرحها الناس في العالم
العربي، لأن الدولة، حسب تعبيرها أبدا لا تقدم المساعدة بدون فرض سيطرتها,
بعد ذلك تتطرق الى الرقابة، ومشاكلهم معها، في العالم الغربي,
والذي لن يتيح الفرصة لاي شخص لأن يسأل: كيف تستطيعون إصدار هذه الكتب؟ او كيف تجرؤون على إصدار شيء مثل ذلك؟ او من هو هذا الكاتب ال(,,,,) الذي تعرضون
له في مكتبتكم؟ وتقول ان الناس يعرفون انهم ليسوا مؤدلجين، وهم يبحثون فقط عن النوعية ويقبلون الآراء المختلفة، اذا المادة قيمة، أحيانا اقول انا أكره
هذا او أكره ذلك، لكننا نصدره، نحن لسنا رقابة، ذلك ليس عملي، نحن ننمي الثقافة، ومضطرون لاصدار أشياء لا نحبها مضطرون ايضا قبول ومعايشة وحتى تشجيع اشياء
غير محبوبة بالنسبة لنا ,
نقطة اخرى يأتي عليها الحديث، هي الطباعة، طباعة الكتب العربية في لندن، اذ تذكر ان هناك أشياء تجعل من الطباعة هناك غير عملية، بعد ذلك تأتي رسوم الشحن
والطباعة، وعندها لا أحد في العالم العربي يستطيع شراء كتاب طبع هنا,
أحمد زين


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved