بالخيط الذي يفضي بك الى ما يسمونه ب(الشفرة السرّية في فهم الشخصية) أو قل ب(البنية التحتية السرية) أو قل ب(البصمة الخاصة) فعليك بدراسة باب الحلم في
شخصية عبد العزيز كمدخل للبحث، ثم عليك بدراسة باب الحلم في شخصية ابنه سمو الأمير نايف وسترى أنك اقتربت من المنهج المطلوب دون ان يتبدد وقتك في دراسة
ابواب اخرى من مكارم الأخلاق كالكرم والشهامة والنجدة وغيرها مما يطول تبيانه ولا يرهقك بيانه، وتكون بهذا اقرب الناس الى فهم (البصمة الخاصة) للملك عبد
العزيز,
إذا رأيت في شارع الملك خالد بالرياض بيتاً جدرانه الخارجية من الحجارة المنضودة المقلوعة من (ظهرة البديعة) ومكحولة بالاسمنت المخلوط برمل وادي الوِتر
،(البطحاء) ورأيت ثَمَّ أشياخاً وعجائز يجولون فيه من قدامى أهل نجد ومن أهل الفضل والجود والأريحية، فهذا هو بيت الأمير نايف بن عبد العزيز، نايف نايف هذا
الرجل الربعة الذي يعمل الآن وزيراً للداخلية، هذا بيته وهؤلاء البقية الباقية من أصحابه وأصحاب أبيه وأصحاب اجداده من آل سعود الميامين,
ولئن شئت أن تدلف كضيف من سائر الناس فإنه لا يغرب عن بصرك مشهد البساطة في البناء والأثاث والحاجيات وسائر المقتنيات وهذا هو نايف، أو هذا هو عبد العزيز,
ومن ثَمّ، فأنت لا تحتاج الى مزيد من الفراسة حين يسعدك الحظ فتلتقي بالأمير نايف وجهاً لوجه، ستراه موزوناً في كل شيء، جسمٌ مربوع وهذا مما يفاخر به
العرب وكان سيِّد العرب والعجم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ربعة بين الرجال، ليس بالمتمدد ولا المتردد، ليس بالأبجر السمين، ولا بالضعيف
الهزيل كأنه قد قُدَّ على وزن ما تشتهيه الفَرَس المشوال للكرّ والنزال، وأنت لا تحتاج الى من يدلُّك عليه رغم حبه للاحتباء بين اصحابه، فترى البشاشة تقطر
من وجهه وتناديك بنوع من الأحاسيس التي يجدها من تناديه سدرة المنتهى عند بحيرة فردوسيّة,
أما ان كنت ممن شاء الله له أن يلقاه في وزارة الداخلية، فذاك هو عبد العزيز لمن كان يلقاه في إمارة الرياض، ستلقاه وستلقى وستفهم معنى الحلم في أخلاق
العرب, وستضيف الى معلوماتك في (أدب الملوك) ما لم يخطر ولن يخطر على البال,
ستعجب إن رأيته خفيض الصوت على بححٍ لطيف يشبه صوت الريح حين تخطو بين الرياحين، وستعجب من ترتيبه لأموره، إذ يفهم القائمون من موظفيه ما يريده بالرمز
والاشارة والإلماحة والعبارة والتعريض، وستعجب من صبره على بعض من يراجع من الناس وهو لا يدري كيف يقول لأسباب واضحة أو غير واضحة، وستعجب من سرعة الحسم
في بعض أمور يتولاها بنفسه، وستعجب من فطنته في مسائل تجارية معقّدة ليس لها أول ولا آخر، وستعجب ويطول بك العجب ثم يزول عنك بعضه اذا عرفت ان سمو الأمير
كان في زمن أبيه أميراً للرياض، وكان بعدئذٍ رجل أعمال زاول التجارة في بواكير الشباب,
وستعجب إن قلت لك إنني ممن وقع عليهم اختيار مدير المدرسة للترحيب بسموه بعد تعيينه أميراً للرياض وإليك مطلع القصيدة