تنطلق منه لحظة التأمل، أو تلك المعاينة، كتاب سيبدو بسيطاً، استعادة لأشياء انقضت، الا أنها أكثر من ذلك، اقصد بعيدة، ليس لجهة زمانها، بل لجهة
انطراحها كشيء سيصعب اختراقه، حتى لايبقى بعدها متروكاً، إذ تظل متأججة ومتأهبة لأن تمنحك احتمالات غير منتهية، ومدهشة في ذات الوقت,, في هذا الكتاب،
كعادته كالفينوا، يقدم عملاً ليس من السهل تصنيفه أو حتى التنبؤ بما سينتهي عليه، شأنه في قصر المصائر المتقاطعة أو مدن الخيال أو ماركو فالدوا
نقتطف هذه السطور من حاوية القمامة المناسبة :
,, طقس من التنقية، التخلي عن فضلات نفسي، ولايهم ان كنا نتحدث عن الفضلات الموجودة داخل الحاوية أو ترجع بنا هذه الفضلات الى كل الفضلات الممكنة من
الذات، المهم هو إنني خلال هذه الحركة اليومية أؤكد الحاجة لأخلص نفسي من جزء كان مرة لي، الطرح أو القشر أو إخفاقات الحياة حتى يبقى جوهرها، وذلك حتى
استطيع غداً أن انسجم تماما (دون فضلات) مع ماهو أنا وما احتويه فقط بطرح شيء بعيداً استطيع ان اتأكد ان شيئاً من ذاتي لم يُرم بعد، وربما ليس بالضرورة
ان يرمي الآن او في المستقبل, الرضى الذي أحصل عليه من هذا إذن لهو شبيه بالتبرز، الشعور بأمعاء الانسان تتخلص من اعبائها، الاحساس على الأقل للحظة أن
جسدي لايحتوي على شيء الا نفسي,
احمد زين
،*الكتاب صادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر,
ترجمة: أمل منصور,