والأب يقطر حناناً أيضاً
مصطفى النجار
آه يا صغيرتي لو تدرين ما بقلبي لك من حب ومودات لا تنتهي ومن سرير مطرز بالحنان الابوي ان لاعجب ممن يسود وجهه حزنا او غضبا او احتجاجا واشمئزازا حيث
يبشر بولادة انثى واعجب اكثر عندما تستاء النسوة من ولادة انثى ترى من اي صنف هؤلاء النسوة؟ واما الرجال أليست المرأة سببا في رؤية الدنيا؟ أيحتاج الجميع
حكمة ابلغ من حكمة ساقها البديع الخالق,؟
فأنت يا صغيرتي طفولتي وحفيدة امي والريحانة التي تملأ فضاء الاسرة ونبض الفرح وولادة هذه الكلمات المتشحة بالشعر والبراءة,
غرغرات صوتك الفضي تحرك اوتار الابوة فازداد اكثر حنانا واحمد الله على تفجر ينابيع الرحمة في قلب تهصره الايام وتسعى به الى مناخ القسوة والعياذ بالله -
وكلما تأملت ملامح وجهك ازهوهرت واثمرت شجرة الاسرة فبدأت تساقط رطبها لجميع الناس,, صافحيني بعينيك اللتين تشرقان بالذكاء والطمأنينة ونهوض الورد الجوري
من تحت ركام العمر,, العمر الذي قد مضى شطر كبير منه ولم يتبق الا زمن ابتدأ بك ويستمر ببراءتك واحلم ان اراك في ربيع العمر فتاة تسند شيخوختي وتلملم
بقاياي واحلم ان تنقري علي نوافذ قلبي متى تشائين في سكون الظهيرة او في ساعة انهمار الشعر او في بكاء الثواني المتبقية وانين انفراط حبات العنقود بين
اصابع يوميات غليظة فعزائي ان تستمري في رحلة العمر قطار مسرات وان تنقري علي وحشة العمر لتنساب من جثة الحزن موسيقى الخلود,,وعزائي ان يكرر التاريخ حواسه
وانفاسه وبيانه بقدرة خالق عظيم لتزداد الحياة حنانا واكثر جدارة بأن تعاش من اجل الطفولة,ليمتلىء الرجال بأنفاس الورد وهم يتوجهون الى مصائرهم ولتزداد
الامهات القا، ولكي اشعر بأبوة تقطر حنانا ايضا!!،


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved