القاص أحمد القاضي احد الأصوات التي تحث جاهدة في سبيل تميز او لمسة خاصة لا تشير الى سواهم، القاضي يشتغل بدأب على قصة يقرأ ويتابع باهتمام وقد مثل
المملكة في العديد من المهرجانات الثقافية في الخارج والآن في مهرجان الاسكندرية في مصر، هنا دردشة خاطفة حول المهرجان وتجربته القصصية,
،* في البداية هل من الممكن إعطاء إضاءة صغيرة عن طبيعة المهرجان الأدبي الذي انت أحد المشاركين فيه او بما انه قد سبق لك وان شاركت في مهرجانات عربية اخرى
كيف ترى دور المهرجانات في تقريب المثقفين ولمّ شمهلم؟
المهرجان في حقيقته عمل جماعي وثقافي يساهم بشكل جذري في بلورة هموم المؤتمرين وإيقاد شعلة تفاعلهم في شتى مجالاته الثقافية والبحثية والفنية، والمهرجان
العربي للشباب الذي يقام من العشرين الى الثلاثين من اغسطس الجاري، فهناك الحقل الثقافي من شعراء وقاصين من كل البلدان العربية المشاركة، وهناك البحث
الأدبي والفنون الحرفية والفنون الشعبية والمسرح, كل ذلك في زمان ومكان معين أليس الخبرة بالتجربة والتجربة بالاحتكاك ان الاحتكاك بكل تلك التجارب وأنت
فقط متفرج يثير في نفسك شعورا بالاحساس بالذات فما بالك وانت مهتم، بل ومرتبط بأواصر ثقافية مع كل تلك الفنون,
،* كقاص ما الذي يشغلك الآن؟
ما يشغلني الآن وعلى المستوى الثقافي بشكل عام هو البحث والجمع للتراث الشعبي الجيزاني فهو مادة غنية على المستوى القصصي والشعري والانثربولوجي كذلك
يشغلني رصد المشهد الثقافي العربي من نتاج أدبي وسينمائي عربي وغربي,
اما على المستوى القصصي فهو الانتقال بالقص من حالة المشاهدة، مشاهدة (المحكي عنهم) الى (المعاش معهم),،
،* في قصصك هناك دائما استلهام لقيم تراثية وشعبية خاصة بجغرافية المكان الذي تنتمي إليه,, اترى الدافع هنا فني ام هو جزء من محاولة جمع تراث المنطقة عبر
توظيفه؟
بالنسبة للقصص التي تناولت الشعبي لدى لا ترتبط كليا بالدافع الجغرافي بقدر ما هي جغرافيا وتاريخ فانت قد تأسف ان اخاك الصغير لا يعرف من ذوات آبائه
واجداده سوى الاسماء اما الحس الشعبي لديه فهو مفقود لعوامل كثيرة أهمها تخلي المجتمع المحيط بهذا الطفل عن كل سماته الاجتماعية الشعبية والنظر اليها
بنظرة دونية او متخلفة,
،* يتبدى اشتغالك على تقنيات عالية في القص جليا في نصوصك الاخيرة هل هناك نية لاصدار مجموعة؟
اصدار مجموعة هو المنتهى لاي قاص, يبقى فقط شيء واحد متى ما وجدته ضمنت سيرا حسنا لهذه المجموعة وهو في السؤال التالي:هل أنت مقتنع بالمستوى الذي ستخرج
به الى الناس؟
إن الاجابة على هذا السؤال تلقائيا تكون عندما ترون وهج مجموعتي في المكتبات,
،* كيف ترى واقع القصة هنا ولمن تقرأ من القصاصين سواء كان هنا او عربيا او من الذي يستفزك أكثر؟
ان واقع القصة الآن اكاد اجزم بأنه مبشر وطليعي، ربما لعدة أسباب أهمها ان فن القص لا يكون بقصة او تجربة، بل بتراكم هائل من القصص والتجارب، لذا لا يكون
التنافس والمصادرة ممكنة اما ما استفز فيّ الهم القرائي فتجارب بعض الروائيين والقاصين أمثال صنع الله ابراهيم، ابراهيم الكوني ،هناء عطية، احلام مستغانمي
واضافة الى الكتاب العالميين مثل ماركيز، هنري شارير وغيرهما,
،* المشهد الثقافي والأدبي بعامة كيف تراه؟
لو لم تسأل هذا السؤال لتطفلت واخبرتك نحن كمثقفين لا تأخذ الثقافة حيزها المرموق لدينا، وربما الثقافة هي اوقات فراغ نقتنصها لنقول فيها ما تلح به
الثقافة من ابداع, فالمثقف العربي لم يتعود على التفرغ الكامل لأعماله الأدبية، لذا فهي مظلومة مقارنة مع أدباء الغرب حيث التبني للفنان ورعاية نتاجه
الأدبي قانونيا حيث الطبع والتوزيع ولم يظفر بهذه الرعاية الا قلة من الأدباء العرب طبعا خارج اوطانهم مثل الروائي محمد شكري والروائي امين معلوف وغيرهما,
ما علاقتك بفنون التعبير الأخرى كالشعر، الرواية والسينما هل تجد لها صدى في داخلك؟
في الواقع ان الفنون خط واحد او ربما قافلة لن يحصى عددها، ألم نقف امام كل عنصر على حدة، متابع ومستفيد وناقد ايضا لكون المشكلة هنا تكمن في عدة عوائق،
اهمها العائق اللغوي بالنسبة للشعر والقص والسينما الغربية فانت تقرأ عملا او تشاهده مترجما وهنا اقف طويلا امام الترجمة فلا أنت واثق في المستوى الثقافي
واللغوي لهذه الوسيلة الناقلة ,