يوم حديث,, سنة حديثة,,
برابرة,, برابرة قالها الجمع وانتفض,, بحثت عن وجه غريب,, فوجدت وجوهاً كانت هنا بالأمس القريب، وملامح قد تشبه صاحبي, لكن يزيد عليه شارب ثقيل,, والنبلة صارت بندقية,, برابرة,, برابرة قالها الجمع وانتفض,, ووجدت صديقي ينتحل سر الغيم ويغتال سرباً من الذكريات,, يصوب فتسقط,, واحدة فواحدة,, والسماء الشاهقة تصب سقمها فوق المعذبين أمثالنا,, برابرة,, برابرة عقدوا الجلسة فوق غسل موتانا,, والذي كان منه صاحبي في المنتصف,, تصفق له قاعة المؤتمر,, وجاءت الوليمة,, طائرنا ممددا على الطاولة,,
الأشجار الحبلى بالأثمار تموت نياماً
الأنجم تُغتال مع الأقمار
وجبال الألب ترنّحُ نشوى والعالم في ذيل القرن الدامي والعشرين
يتسلى,, يتلهى بالمأساة الملهاة
من غير مبالاة
لتوحيد تصاعد,, والعدل الأممي الزائف
يسّاقط في قطرات الموت الأكبر تحصد زهرات الأرض
من فوق جبال الألب تطل رؤوس الشيطان تتعابث في اللهب المصلوب على كف الحرية
في نيويورك , أساطير اليونان
قابيل يفترس ضحاياه,, أنيناً
يتعالى مرتطماً بالأنجم في البلقان
يتشهّى في دمنا ألوان الطيف وقوس قُزح
قوس جرح
يسري النّسغ الأخضر أحمر قاني
,, تلعقه ألسنة الأمم المبتهجة
تتسلى,, تتلهى بالمأساة الملهاة,
في غير مبالاة للشاعر سناء الحمد بدوي: من قصيدة وا,, تتهاوى الأقمار بودياني من ديوانه من بقايا العزف القديم , تحت الطبع
سنة قديمة تسلم سنة جديدة مقاليد هذا الزمان,, ونعرف تاريخنا من حكايات الرعاة على الجبال, وأمهات يقفن في آخر العمر, يستعدن فكاهات الدم المنبثق على أكتاف المدن التي كانت,, قالوا: نهاجر, لم أر مزيداً من العمر كي أهاجر,, قالوا: نسافر, لم أرد مزيداً من الاغتراب كي أسافر, فانشقوا,, قال فريق: هم أولادنا وأبناء عمومتنا,, والآخر قال: نهاجم,, قالوا: لا نكون البادئين,, والآخر قال: نقاتل,, وانتظروا صوتي بضوء قلب المعركة,, لم ينتبهوا ان كل شيء مات فيَّ,, كل شيء مات,, إلا وصف الشجر,, وأكل المتاهة وامتصاص الحجر,, كل شيء مات,, إلا وخز النبات,, يمتطي أول العمر على ظهر خنجر:
تتماضغنا نشرات الأخبار
عبر الأقمار
والموت فُجاءات,,
وجبة كل فطور وغداء وعشاء
اليتم شراب تجرعه الوديان,,
تغص به براعمها الخضراء
وذرا الألب
غارقة في وهج اللاهي النشوان
بغضاً للإنسان الإنسان
,, وللإنسانية تهتف بالحب
وترفع جوف عقائرها بدعاوى السلم
,, السلم ذبيح مصلوب فوق جبالالألب
وعباد الخالق,, أزهار الكون البستان
تسّاقط أكبادا] فوق موائد فوق ولائم آكلة تخوم الأوطان
ومفترسي أفئدة الإنسان
المسلمة المشرعة سلاماً ومحبة
المترعة هلاكاً يقطر رهبة,, امتداد القصيدة ذاتها للشاعر ذاته,
كانت معركة مسعورة,, جاؤوا,, مروراً على خزائن الذاكرة,, يبحثون عن أناشيدنا,, فوجدوني كالنباتات البدائية في أي اتجاه,, دقوا مساميرهم في العروق كي يقتلونا فسقطت الآهات,, كل آهة رجل يحمل البدايات في أول العمر أساطير الصهيل,, صوّبوا إليّ ما كان صديقي,, نبش الأوراق والمسافات كي يصل للتفاصيل,, والتفاصيل كانت وجهي ووجهه,, ورائحة الخبز في بيتنا,, والتفاصيل كانت عروق القرنفل مخبأة في أيامنا السابقة وشعلة في الصدر يحرسها النهار,, انتشرت الجدران على ساعدي,, خفت,, أحاول جهدي ألا أختنق,, رموا حنجرتي بعيداً عن جسدي,, خفت,, أحاول لملمة ما بقي من صوت,, وتشاجر الصديقان,, لمن أخف,, صوّب إلى صدري شيئاً بيده,, لم أخف فهذا الذي كان صديقي قد يهديني ريشة عصفور آخر,, وتقاذفا الرصاص وقد أهداه صديقه بقعة حمراء في منتصف قميصه!
سيزيف يحمل صخرته قدراً أبدياً
والعالم يتشهى,, يتسلى بالمأساة الملهاة
من غير مبالاة
يا أمة خير البشرية
يا فاروق ويا عمرو وخالد
يا سيف الله البتار
يا طارق/ يا روح صلاح الدين
,, الطوفان,, الطوفان
الطوفان,, الطوفان
وسفينة نوح
من رب الفردوس الجبار
الفردوس المنتهك المغتصب الأزهار
ترسو فوق الجوديّ,, الجودي
وا إسلاماه,, وا إنساناه!
,, وا,, تتهاوى الأقمار,,
الإنسان المسلم,, في ودياني! للشاعر نفسه, وذات القصيدة,
جسدان ممتدان على طول الذكريات,, وعلا الرمل يحشو الأفواه المشرعة,, من الأصفر ابتدأت النهايات,, نظرتان مشدوهتان,, وقد جفت الأحلام عن نزفها وتطايرت وقد عاد العناق من سفره الطويل يجمع ما بين برودة الأطراف وزرقة العروق اليابسة,, وتطايرت آلاف الصور لصبيين كانا هنا على العشب يمضيان,, ينتصب الحنين على الجباه,, وأنت ها هنا, وكان البحر واقفاً فوق جثتيهما يأخذ شكل الإقلاع عن تعاطي الحياة!
وا,, تتهاوى الأقمار بوديان,, البوسنة نهاية القصيدة,