قال لنا الطير:
* من الأزرق ابتدأ الموج فدقوا صدر الهواء ينطلق سرج البحر نحو الوسائد الغافية,,, فهيا نتقاسم زرقة السماء البعيدة!
** كيف والأرض ملتصقة بأقدامنا؟
* فكوا جنازير القلب فتأتي المدن طواعية,, تركض حول شذا الياسمين,,
قال صدقيقي:
* هيا نفك جنازير القلب,, لينطلق بخور التاريخ، ونحيا بالسهول القديمة,, أنا صلاح الدين وأنت قراصنة الشمال!
،- لا بل أنا صلاح الدين وأنت قراصنة الشمال,, وتشاجر الصديقان,, وتقاذفا الحصى!
* من الأخضر ابتدأ الشجر,, فدقوا وشم الفجر وطوفوا بعيدا عن توابيت الحجارة لصبارة صغيرة تحرس هذا العشب,, ليس للعشب باب يغلق بين الاحباب,, ليس للعشب سقف بين السماء وبين الشجر,, فدقوا باب العشب تأت الغابات طواعية!
قال صديقي:
،- هيا ندق باب العشب,, نحيا بالغابات أنا مهراجا وأنت حارسي!
،- لا بل أنا المهراجا, وأنت حارسي, وتشاجر الصديقان,, وتقاذفا الحجارة!
يوم حديث,, سنة حديثة
و,, ذاكرة معدة سلفا كي نركبها برؤوسنا,, الصبارة صارت طويلة ,, وها هم ينضحون على سطح وجوههم,, ها هم يتطايرون من المرايا القديمة, والنوافذ المستحدثة,, فتزهر براعم الموانىء ما بين شقوق الاصابع لانتظار العائدين من فكوك الزمن القديم,, والنهر اطول من ذراعي,, ففكوا قيود النهر قبل أن تفكوا قيود ذراعي,, اعدوا نخلا من الكلام, وشجرا من أدوات الترقيم,, كي نقص ذاكرة نسيناها من طول الطريق,, ونعيد حكايات الرواة عن فضة البحر أسفل النوافذ ومدى قرمزيا يحفظ اسماءنا,, هذبوا اظافرهم,, وشذبوا خصلات الشعر المسنونة، وتطيبوا بالدم المتزاحم على سيقاننا ونبض الهواء يسوقنا لعناق بدائي معلق فوق جزع المواويل قنبلة مسيلة للدموع -,, الصبارة صارت طويلة,, لكن صديقي,, ما عاد صديقي,
ذات صباح,, بل ذات مساء,, أو ذات ظهيرة
لا أذكر,, كيف تفجر بركان الموت ليبتلع الفردوس النوراني, ,,واذا تتهاوى الأقمار بودياني
ونيازك مسعورة
تغتال بساتيني الغافية على أكتاف ربيع باركه الرب
ورواه الحب ,,ونوره فاكهة فيحاء وأب,,
تحترق الاحلام على صدر مساءات مذبوح انجمها بين ذراعي,, عالمنا الناطق بالكلمات سلاما ومحبة
هذ العالم فجر سيقان ازاهيري,, أزهاري تمضي عرجاء
البرعم عرّاه من الحلم بأن يلمسه ضوء الشمس,
وان يترعه همس الانداء,
والارض جليد أحمر,, والجدران مشانق
والعالم في القرن الدامي والعشرين,, الزاعق
يتلهى يتسلى بالملهاة المأساة
,, في غير مبالاة
الليل أنين دوام من غير قرار
والفجر نزيف هلاك موار
والأنهار
جمدها الرعب المنقضّ,, العالم ينفضه البغض,, من قصيدة وإذا,, تتهاوى الأقمار بودياني من ديوان من بقايا العزف القديم ,, للشاعر سناء الحمد بدوي,
يوم آخر,, سنة أخرى,,,
و,, هاهم ينضحون من أواني الطعام ويقتاتون من أمعائنا, ويلهون بأكل الشرفات ومباريات النمل الصاعد من شقوق الذاكرة,,
كان الطائر سقيما يصف عناوين للفزع,, قال: من الأسود ابتدأ الليل,, وفي الليل ما يستحق الحياة,, هجرة الطير لنجمة بعيدة,, اغفاءة رجل هرم بين صغاره,, امرأة تستر عورتها بعد الغناء المطول ليلة عرسها,, في الليل ما يستحق الحياة,, خوف الخفافيش من لعاب الصبح القريب,, غفا الطائر قليلا بل طويلا,, بل للأزل ,, أهوي الى قيعان خشب الكمنجات,, ليعلو المدائح فوق رأس أم كانت أرضعتنا في الزمن السحيق,, يصوب الى صدري الحنين يوقظ الصوت من أدغال الماضي,
يوم قديم,, سنة قديمة,,
كان الطريق طويلا,, من أول القلب الى آخر المسألة,, كان الطريق طويلا,, من أول العمر الى آخر المرحلة,, وطويل هذا الطريق طويل طويل,, صديقي يحب الرماية,, وأنا أحب الغناء,, يحب إسقاط العصافير,, وأحب ارضها الزرقاء في الأعالي,, وما زلت أغني,, قال: ان صوبت السهم الى صدرك ستكفين عن العويل هذا,, سرى الخوف في أوردتي,, قبلني وضحك,, واهداني ريشة من عصفور لايزال قادراً على الغناء,, ومضى,, تلاشى مع رياح الجنوب أو رياح الشمال,, وسهم النهاية قد يندلع!