وفي جزر المطر,, دهشة
وجاء الورد معتذراً عن لونه الأحمر,, وقت الحداد!
ميرفت عبدالرحمن السحلي
هكذا أخبرت البحر حين غفوت على ركبتيه,, ذاهب الى ملامح العائدين من بخور الوجد الى تراب الانتظار,, وكان المغني شعبا ينام على الشاطىء وكان يستعد للغناء,
- باسمك اتدفق في ملكوت الحلم، والحلم منتصف بين العشق والانفجار,, أتحاور مع أصداء المخاوف,, أتجذر في صعلكة الاصابع الممتدة من الصناديق المعتمة,, وأنت كما أنت,, ممتد من شمال جنوبي الى جنوب غضبة الافواه الجائعة,,فانتشر الموج فينا وترك الملح ينخر مواعيد اللقاء فأحالتها مواعيد غامضة لثرى وذكريات الندى وأقدام الفاتحين في قديم الزمان,
لا ينتأ الضوء فجأة,, لا يسلم الجسد وجع التحلل,, لا يُزهق الروح خنجر,, ولا يقتل صبري مزيدا من وجوه الشهداء,, لا لا كنت حاملا هذا الصهيل ولا أنت فارس هذا الزمان,, فصارت تفاصيلك بعضا من أوراق الخريف الضائعة!
- بيني وبينك نورس على الصبح المجاور,, ينهش ذاكرتي فأكف عن الأيام,, بيني وبينك صدى عائد الى رئتي واكتشفت أنهم قراصنة بدائية,, بيني وبينك مغن صار ظلا ,, وبات يستعد للبكاء,, بيني وبينك سيل من الشعراء,
قد سألت البحر يوما هل أنا يابحر منكا/ أصحيح ما رواه بعضهم عني وعنكا/ أم ترى ما زعموا زورا وبهتانا وافكا/ ضحكت أمواجه مني وقالت لست أدري/ أيها البحر,, أتدري كم مضت ألف عليكا؟/ وهل الشاطىء يدري,, أنه جاث لديكا؟!/ وهل الأنهار تدري,, أنها منك اليكا؟/ ما الذي الأمواج قالت حين ثارت؟/ لست أدري / أنت يابحر أسير آه ما أعظم أسرك/ أنت مثلي أيها الجبار لا تملك أمرك/ اشبهت حالك حالي وحكى عذري عذرك/ فمتى انجو من الأسر وتنجو؟/ لست أدري - ايليا أبوماضي, من ديوان لست أدري,
لمن تغني النوارس؟ لمن تصهل الخيول؟ لمن يفوح القرنفل؟ لمن تنادي السيول؟ والنخيل شاخص للسماء يعلن فصد نوافذ الموتى وشرع كوة على مقابر الاحياء,, والبحر,, أين البحر من الحكاية:
بسفينة ما,, كان المهاجر واقفا,, فتشوا صدره,, فوجدوا قلبه صعلوكا ساقطا اسفل اضلاعه بلا انسجة,, فتشوا قلبه,, تصاعد مواء عديد من قطرات المطر,, فتشوا قطرات المطر,, فوجدوا البحر امتدادا لأسفلت الشارع,, ووجدوا الشوارع امتدادا لوجوههم,, ووجوههم امتدادا لحمى الوحدة,, أم هذيان المسافر بلا قرار,, يصاحبه التردد - الى أين سيحط هذا الجسد - قد جمع كل مرايا البيت,, يحدق,, يتعرف على ذاك الوجه الأسمر,, يتكرر عدة مرات,, يخشى أن يكون كل هؤلاء,, حقيبة ممتدة,, منتفخة بآلاف الوجوه المتكررة في الحزن والمرايا,, وحنين بلا جدران,
والسجن يتسع,, البحار تضيق,,/ أشهد أنني غطيته بالصمت قرب البحر/ اشهد أنني ودعته بين الندى والانتحار,/ والطائرات تمر في يومي/ كأن الحرب عاداتٌ ولم أذهب الى الحرب الاخيرة/ يخلع السجان ألواني ويعطيني زماني كي أفكر فيك أو بك,,/ كان يسألها ويسألها ويسألها:/ متى تأتين من ساعات هذا السجن أو رئتي؟/ متى تأتين من يافا ولا أمضي الى بلدي؟/ متى تأتين من لغتي؟/ متى تأتين كي نمضي الى جسدي!/ أنا ضد العلاقة:/ مر عصفور وغطاني وسافر/ مر عصفور وجمدني على الاحجار ظلا/ هل يعي الظل؟, جاء الليل,, جاء الليل,, جاء الليل/ من يدها ومن نومي - محمود درويش, من ديوان تلك صورتها/ وهذا انتحار العاشق 1975م,
قالت النوات:
عويل السفن الغارقة تمنحني وقتا لأنزف وطنا للضائعين بدون طقوس,, وجاء الورد معتذرا عن لونه الاحمر وقت الحداد,, ردني الى كل النوافذ أبعث بالثلج رسولا واسرح هذا الصقيع,, أعجنه بانكسارات الصيادين الممتدين من جرح المدينة الى ورق الجريدة,, النوات تنزّ من بين شقوق الاصابع وأعلى ظلال اصداء الشقاء,
- قال الصياد الهرم:
بقلاع منحدرة ومقدم مائل,/ كمن يطارده الصباح والضربات, فيطأ ظل عدوه/ ويحني رأسه الى الأمام,,/ كذلك مضت السفينة مسرعة, والريح تزأر عاليا,/ ونحو الجنوب رحنا نطير,/ ثم أقبل ضباب وثلوج,/ وغدا الجو عجيبا في برودته,,/ وجاءت الثلوج بارتفاع الصاري, تطفو الى جوارنا, خضراء كالزمرد,/ ومن خلال الجمد كانت الشقوق الثلجية/ ترسل بريقا مقبضا/ وما رأينا من رجال أو وحوش -/ الثلج كان هنا الثلج كان هناك, / الثلج كان حولنا في كل موضع,,/ كان يتصدع, وكان يهدد, كان يزأر,, وكان يعوي,/ مثل أصوات تتردد في غيبوبة - صمويل تيلر كولريدج 1772-1834م: من مسرحية البحار العجوز,
غريقتان
كل منهما داخل زجاجة, وكل منهما كذئبة صغيرة في آخر ممرات الاسئلة تعوي: لحم الآخرين قد جرح اظافري فمن القاتل ومن القتيل, ويمر الموج,, يأكل القمر الفضي والماضي واعتراف النبات,, ويمر السمك الأزرق يأكل البدايات والنهايات,, تتقاذفهما كرتان زجاجيتان,, تتباعدان وتتدانيان,,
- قالت احداهما: أغنيات الوداع,, ترتب غيابنا فوق ليل صار وحيدا,, غيابا فوق غياب
قالت الاخرى:
معا في كرنفال الظلام,, معا نصوغ النهاية من جديد
- نرمي من العمر أيامنا نحترق بجزر الكلام المملح والذكريات البعيدة,,
ياحلماً تشرد بين القوافل,, أتسمعين اصداح النوارس,
- تنزف البلاغة الذكريات,, وأنا النوارس طاردني صوتها,
وأنا النوارس شردني ريشها,
-وأنا النوارس طالعني غيمها الموت ما بين الموانىء,
الموت ما بين الموانىء, الفقرة الاخيرة مستلهمة من فكرة للشاعرة لولو بقشان,


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved