تحت، كَبَد، كَابَد ومكَابَدَةً كابد الأمر: قاساه وتحمل المشاق في فعله/ وعانى الشيء، قاساه وعالجه وعانت الهمومُ فلانا: أتته الهمومُ
أخي محرر ·احوال ثقافية في مجلتنا الرصينة ·اليمامة : جاء في تعليقك المنشور في عددها 1495 تعليقاً على ما نشر تحت عنوان ·تفاصيل في صفحة ·الجزيرة الثقافية اصدار الخميس 19/2/98، حيث تقول: ونحن نجيبك: لا لك الحق وكل الحق أن تقول ·أنت : لا، ولكن أن تقول ·نحن بصيغة الجمع فهذه مسألة أخرى، بعيدة كل البعد في أسلوب ابداء وجهات النظر والتعبير عن أوجه الاختلاف وحتى عن اخلاقيات النقد البناء و أل ·أحوال ثقافية
هكذا وبكل بساطة لا ! سيف مسلط وآمرية متعالية، وربما يتبع ذلك عقاب!
كتب ·كافكا وهو غني عن التعريف قصصاً قصيرة طويلة، وقصصاً قصيرة Short Story، وقصصاً قصيرة جداً، أترجمها للفائدة وهي من سطرين
الأشجار
لأننا كجذوع الأشجار في الثلوج يبدو في الظاهر سهولة انزلاقها دفعة صغيرة باليد تدحرجها كلا، لا يمكن فعل ذلك لأنها ثابتة بالأرض جيداً، ولكن حتى هذا يبدو في الظاهر
التشبث بالحياة وحب البقاء والسفر القصير بين الولادة والموت، هو الحدث وتطور الحدث، هما المكالدة والمعاناة عند ·كافكا في رحلته القصيرة وليس ·تطور وتوالي الحدث الملموس فقط، بل التداعيات المثارة فكرياً في المخيلة فالمقدمة والمتن والنهاية، ·الثلاثية الكلاسيكية أين هي في قصة كافكا؟
أنا، أو ·هو الشخص المتحدث في قصة ·التفاصيل ، لم يقل ان بناء القصة ·مجرد معاناة دون الصياغة والأسلوب وتطور الحدث، انما قلته أنت وأضفت كلمة ·مجرد انه ساءل نفسه، واجاب عليها، هذه وجهة نظره، بعد أن ذكر الأسلوب والصياغة وتطور الحدث، وإن قلل من أهميتها ليس إلا ليثبت بأن ،هناك شيئاً آخر مهماًغيرهما انه ·الصدق في المعاناة والمكابدة في تجربة الكتابة كما هما في الموسيقى والرسم وشتى صنوف الابداع
ولكني استشف من تعليقك وقولك القصة ·أيها الفنان تقويسة الفنان مني لأنني حتى هذه اللحظة لم أطلق على نفسي هذه الصفة السامية، أما انك قلتها، فأنا شاكر لك هذا الاطراء تقول القصة هي صياغة وبناء فني ولغة راقية متمكنة وصناعة، وتطور وتوالي حدث أو أحداث الخ وأضيف ومضمون، وبسبب اللغة الراقية والمتمكنة تعتقد بأن المعاناة والمكابدة هما المضمون أو الفكرة، وعرّفت المعاناة بالجوع والفقر، أي ابدلت الشعور الانساني والحالة النفسية واطلقته على المسبب، أي أسأت الفهم والقراءة، وجعلت المعاناة والمكابدة هما الجوع والفقر وثلاثة ارباع شعوب العالم فقط، بينما المعاناة والمكابدة في تجربة الكتابة نفسها تماماً كما جاء في حديثه عن الموسيقى والرسم وصعوبة التأليف الموسيقي أو الأفق في خارج اطار اللوحة، أي المعاناة والمكابدة في ايجاد المشاركة الواسعة مع الآخرين أي المشاق والقسوة في اخراج هذا القلق الفني، وليس الجوع والفقر!
شيء آخر، ما دخل الصنعة أو الصناعة في الأثر الأدبي أوالفني؟ اليس هذا من أكبر العيوب التي تصف العمل الابداعي؟ ألم تسمع بقول النقاد على مر العصور ·تغلب عليه الصنعة ! فهو ركيك! و وما الضير ان يكتب الانسان عن التعب والفقر والجوع بين ثلاثة ارباع العالم؟ أم الضير ألا يكتب؟ أم أن التعب والفقر ·عيب ، وعلى ·كتاب القصة عدم ذكرهما خشية خدش مسامع ·الانسانية بهما؟
:- لو أن الفقر رجل لقتلته، قالها الخليفة ·الفاروق والفاروق لغة ·كل ما فرق بين الحق والباطل فليس سبة أو منقصة أن تكون القصة عن المعاناة بالمفهوم · العامي الدارج وليس بمفهوم وتعريف المنجد كما جاء في أول المقال، وأجزم بأن لغة المنجد متمكنة!
أتمنى أن ·تتمعنى 1 في هذا السطر الأخير من القصة، إنه قصة بذاته! مُتعِب قطار 2 الأنفاق 3 ، ومرعب حين تستيقظ وحيداً عند آخر محطة 4 لا تقصدها
،1 تَمَعنَى: يَتَمَعنى: فِهم المعنى أو استخراجه
،2 قطار: وسيلة سفر، يمر بمحطات يترجل فيها المسافرون، ·رمز للزمن كما تعلم!
،3 الأنفاق: جمع نفق، سَرَبٌ في الأرض له مخرج الى مكان معهود، وفي السكك الحديد، وليست ·الحديدية ممر تحت الأرض يقصر أو يطولتنعدم فيه الرؤيا لظلامه الدامس وسرعة القطار الفائقة ·حياة الانسان لو تعلم!
،4 المحطة: نقطة مكان مرتبطة بالزمن والمسافة ونهاية السفر ربما اطال الله عمرك