أرواق
تفاصيل
عبدالجبار اليحيا
أعيش الحياة بكل دقائقها واجد كل المتعة في رؤية الامور تحت مجهر يجرد الاشياء حتى التفاصيل
تتحلل الى ادق صورها، وطالما تاقت نفسي الى تسجيل ذلك كتابة حول هذه التفاصيل لسبب بسيط، هو ان يشاركني هذا الشعور الاخرون، ان اجد المشاركة الواسعة بكل انفعال اود ان اكتب، ان اكتب قصة هذه الرغبة تلح علي منذ سنين، الموسيقى لغة عالمية، روافدها تحمل التفاصيل المجهرية المدفونة وتنتشر بين ادق جزئيات الهواء، لكن عبور السلالم، الصوتية مليء بالرموز المستعصي حلها الرسم؟
الالوان والخطوط لا تقول كل شيء فأنا حبيس في اطار اللوحة المحدود
الموسيقى شيء آخر، تجريد منذ الازل معرفة بدون حدود، علم متصاعد بلا نهاية، العلم الذي سبق الابجدية وتعدى الحروف والتنقيط، انا لا اجيد الكتابة، لانني اجيد الكلام، حينما اجد من يصغي جيدا فاستحوذ على انتباه الآخرين يحدث هذا عندما لااكون هنا، هنا هذه الكلمة تحددني في مكان اطاره مرسوم سلفا
كتابة القصة شيء رائع، لانك تتحرك وتفكر وتعيش، وتغلف افكارا او تبوح بها بدون مواربة او مشقة، سأكتب إذاً قصة لانني اتحرك وافكر واعيش الفكرة، فكرة القصة موجودة وانا اتحرك في جوها ليس المهم كيف تكون صياغتها، اسلوبهاتطور الحدث، المهم، هو المكابدة، المعاناة
اليس هذا هو المهم؟ نعم اجيب نفسي
لقد تعبت، قطار الانفاق وتبديل المحطات والتحديق في وجوه الراكبين شيء متعب جدا، التفتيش في الظلام والبحث عن التفاصيل، الحاجب المرسوم طرفاه الى الاسفل بقلم اسود يدل على نفسية متشائمة وحزن ليس له دوافع ظاهرة واهتزاز القطار برتابة محددة اطبق على اجفان معظم الكبار بالنوم
لابد ان يديّ تلك المرأة قد نقعتا بالماء والصابون طويلا، تبدوان حمراوين رطبتين
تلك شابة شقراء نزقة ركبت القطار لتوها، و و و
متعب قطار الانفاق ومعرب حين تستيقظ وحيدا عند آخر محطة
لا تقصدها
بودابست


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved