انهيار الاتحاد السوفيتي كان بتدبير صهيوني من أجل حرمان العرب من صديقهم وحليفهم الدب الاحمر، وغزو الكويت وحرب الخليج كانت مؤامرة صهيونية لإضعاف زعيم كان في طريقه لتحقيق الحلم العربي في الوحدة وتخليص القدس من اسرائيل البث الفضائي ليس سوى تآمر صهيوني لتخريب اخلاقيات الأجيال العربية الشابة ولصرفها عن هموم أمتها تطبيقا لبروتوكولات حكماء صهيون وتناسينا حقيقة بسيطة ألا وهي أن أكبر ممول لهذه القنوات الفضائية هم رجال أعمال عرب همهم الأول والأخير زيادة أرباحهم حتى لو كان ذلك من خلال دعم برامج تسيء للقيم والسلوكيات، كما يعتقد الكثير والازمة المالية الآسيوية خططت لها قوى صهيونية ونفذها المضارب العالمي اليهودي جورج سورس من أجل تحطيم الاقتصاد الماليزي والاندونيسي ومن ثم إضعاف القوة الإسلامية التي تمثل عمقا استراتيجيا للعالم العربي واليوم يتسابق رجال الاعلام والسياسة العرب ومن ورائهم رأي عام منقاد للتحذير من مؤامرة صهيونية تحاك ضد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون لاسقاطه وذلك من أجل إفشال مبادرة امريكية متوهمة للضغط على اسرائيل لتنفيذ المرحلة الثانية من إعادة الانتشار في الضفة الغربية
اذاً وطبقا للرؤية العربية فالصهاينة الذين تآمروا على القائد العربي الموحد المحاصر في بغداد يتآمرون اليوم على زعيم دولي استيقظت فجأة داخله مشاعر إنسانية تجاه الشعب الفلسطيني تجعله يدعو الى دولة فلسطينية ويعيد لهم حقوقهم المسلوبة وفي اعتقاد العرب فإن علاقات كلينتون الجنسية مع الشابة مونيكا فيلينكسي وممارسته الغرام معها بشكل مباشر ومن خلال اتصالات هاتفية في ساعات متأخرة من الليل تمت بتخطيط صهيوني محكم وانتهت الى فضيحة نتيجتها الحتمية عزله، ومن ثم فقدان العرب لصديق كان بقاؤه سيحقق للفلسطينيين ما لم يستطع زعيم تحقيقه خلال خمسين عاماً ولتأكيد قناعتهم بأن قوى صهيونية تقف خلف فضائح كلينتون الجنسية يشير هؤلاء الى هوية مونيكا فلينكسي وكذلك هوية محاميها اليهودية، والى توقيت الاعلان عن العلاقة الجنسية حيث جاءت متزامنة مع زيارة ياسر عرفات والتي صورت كزيارة تاريخية كانت ستمثل فتحا وانتصارا فلسطينيا عظيما، إلا أن الصهاينة بمكرهم المعهود اطلقوا العنان لاتباعهم في المؤسسات القضائية والأجهزة الإعلامية الأمريكية للكشف عن علاقات جنسية مزعومة مع شابة يهودية مغمورة ونحن العرب وبسبب الطابع السلطوي لثقافتنا السياسية لا يمكن ان نتخيل على الاطلاق ان رئيس اعظم دولة يمكن ان يستجيب لغرائزه الجنسية ليقضي ليالي حمراء مع فتاة جميلة وينسى دوره القيادي في العالم
لقد نسينا ان بيل كلينتون ومنذ قدومه الى البيت الابيض عام 1992م قد احاط نفسه بفريق من اليهود المتشددين في تأييدهم لإسرائيل وقد تبنى سياسة خارجية تجاه المنطقة العربية رسمها هؤلاء واجبر الوزير العجوز وارن كريستوفر على تنفيذها وتبنتها الشمطاء مارلين اولبرايت بحماس شديد كما يؤكد الكثير من الخبراء الامريكيين انفسهم فلم يصل الى البيت الابيض رئيس اكثر تأييدا لاسرائيل مثل بيل كلينتون ولم يسبق في التاريخ الامريكي ان شهد مقر الرئاسة الامريكية عددا كبيرا من اليهود كما هو حاصل الآن لقد تفوق كلينتون على سابقيه بمجاهرته بتأييده الدائم لاسرائيل
اما بالنسبة لقضية الفضائح الجنسية فهي وبكل بساطة ليست سوى جزء من اللعبة السياسية التي تعيشها العاصمة الامريكية بشكل يومي حيث يسعى كل طرف لاستغلال اخطاء الطرف الآخر وتسجيل نقاط لصالحه في لعبة لا تنتهي وتمثل جوهر النظام السياسي الامريكي ويشارك قطاع الاعلام الضخم في هذه اللعبة والذي وطبقا لمبدأ الجمهور يعشق الاثارة يعمل جاهدا على توظيف جميع ما يحدث في واشنطن ومن ذلك الفضائح الاخلاقية والسياسية من اجل كسب المزيد من المشاهدين والاعلانات التجارية فضائح كلينتون بدأت بسيطة ومنذ السنوات الاولى لتوليه الرئاسة عندما اثيرت اتهامات جنيفر فلاورز، وقد تكون بعض الادعاءات حقيقية ، الا ان شبكات الاعلام قد تمكنت من تحويلها الى بضاعة مربحة تدر اموالا ضخمة، كما يحرص الجمهوريون على استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية ضد خصومهم الديمرقراطيين ولكن ماذا عن الرأي الشائع في الاجهزة السياسة والاعلامية العربية بان الرئيس الامريكي وبتخطيط وتدبير صهيوني جديد سيسعى الى التخلص من مشكلة فضائحه الجنسية من خلال توجيه ضربة عسكرية للعراق؟ نقول بأن هذا الرأي قد يصح وذلك استنادا الى ما اكدته الكثير من التجارب السابقة عن سعي القيادات السياسية للتهرب من مشاكلها الداخلية من خلال افتعال ازمات خارجية بهدف كسب رأي عام يمكن ان يساهم في التخفيف من الضغوط الناجمة من تلك المشاكل ولكن علينا ان نعلم ان الضربة العسكرية في حالة حدوثها، فإن دوافعها تعود بالدرجة الاولى الى الحرج الكبير الذي تعيشه السياسة الخارجية الامريكية والناتج عن المواجهة مع العراق والتي ومنذ بدئها قبل ثلاثة اشهر وهي تحقق نجاحات متوالية لبغداد على حساب واشنطن ومن بين تلك النجاحات اعادة طرح قضية آثار الحصار على الشعب العراقي الى الساحة الدولية، وكذلك فشل مجلس الامن في اصدار قرارات حاسمة بشأن عمليات التفتيش واخيرا اجبار الامم المتحدة على اعادة تشكيل لجنة التفتيش الدولية بهدف جعلها اكثر توازنا من حيث جنسيات الخبراء المشاركين فيها هذه النجاحات والتي تحققت بفعل استفادة بغداد من التطورات الاقليمية الاخيرة اثارت غضب الكثير من المسئولين الامريكيين في السلطتين التشريعية والتنفيذية واستمرارها يعني مزيدا من الحرج الذي قد يكون له انعكاسات على السياسة الامريكية في المنطقة بشكل عام ومن ثم كان لابد من وضع حدٍ لها وقد يكون ذلك من خلال ضربة عسكرية يمكن كذلك ان تعود بمنافع داخلية للرئيس الامريكي وتخفف عنه ما يلقاه من ضغوط بسبب ممارساته الجنسية
خلاصة القول هو ان الوقت قد حان لأن يسقط العرب اوهامهم بأنهم مركز اهتمام العالم والجميع مشغول باستغلاله وتدميره ، وعلينا ان نعي بأن مونيكا فيلينسكي عندما كانت تعيش لياليها الحمراء مع كلينتون ، اذا صدقت الاتهامات ، لم تكن تسمح لقضايا ومشاكل العرب ان تفسد متعتها مع فخامة الرئيس